بقلم : محمد الجرايحى
مازال مسلسل الإساءة للإسلام مستمراً وبصورة متنامية ..
فبعد الصور المسيئة لنبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم) بدأت حرب
إساءة
جديدة إلى القرآن الكريم وأيضاً تأتي من هولندا فقد طالب النائب الهولندي
اليميني خيرت فلدرز: بحذف آيات القرآن التي فيها حديث عن العنف والحرب
والعقاب ثم طور ذلك بدعوته
لاختصار القرآن بحذف ثلاثة أرباع سوره ورميها في القمامة ليبقى مثل (كتب
الأطفال) حسب وصفه ليقول: "حينها يمكن قبوله في هولندا" التي يطالب اليوم أن تمنع تداول القرآن ككتاب بأي لغة كانت لأنه "كتاب فاشستي ونازي مثله مثل كتاب كفاحي لمؤلفه أدولف هتلر الممنوع تدوله في هولندا".
لكن ردود االناشطين المسلمين على هذه الأطروحات تقول بأن فيلدرز وسواه من منتقدي الإسلام في هولندا يخرجون بعض آيات القرآن عن سياقها التأريخي ويقدمون أمثلة مجزأة كأدلة على عنف آيات القرآن .
هذه الحرب هناك من يحركها وينفخ فى نيرانها لتزداد تأججاً .. ومتعمداً إثارة
المسلمين وإخراجهم عن شعورهم لتكون لهم ردود أفعال تزيد من الإساءة إلى
المسلمين والإسلام بعدما تستغل ردودهم العنيفة فى تصويرهم على أنهم همج
وغير متحضرين ويميلون إلى التخريب وسفك الدماء وهى صورة يحاول أعداؤنا
وضع المسلمين فى إطارها ...
ولابد أن ننتبه لهذه المكائد .. وأن تكون ردود الأفعال عاقلة ومؤثرة وقوية..
ولابد أن تسير على ثلاثة محاور..
الأول: سياسى ومن المفترض أن يقوده زعماء الأمة من أجل الضغط لإصدار
قانون دولى يجرم التطاول على الإسلام ورموزه أسوة بما فعلته الصهيونية
بإجبار المجتمع الدولى بإصدار قانون يحاكم كل من يتناول محرقة الهولوكست
وأصبح هذا القانون سيفاً مسلطاً على الرقاب .. فهل نحن أقل حباً لديننا وأقل
قدرة على إصدار مثل هذا القانون ..
والمحور الثانى: منوط بعلماء الإسلام ، لابد أن يكون لهم دور نشط فى أوروبا
للتعريف بحقيقة الإسلام كدين يحترم حقوق الإنسان ويعلى من منزلة العقل ويدعو
إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، مستغلين كل السبل والإمكانات و الوسائل المساعدة ..
إن الشعوب فى أوروبا معظمها يميلون إلى العقلانية ومخاطبة العقل ولابد أن يكون
خطابنا إليهم خطاباً للعقل .. والإسلام لديه القدرة على مخاطبة هذه العقول واستمالتها...
المحور الثالث: هو نحن عامة المسلمين .. لقد بعدنا عن ديننا وأصبحت العلاقة بيننا وبينه علاقة قائمة على العاطفة ..
وكثيرون لايعرفون من الإسلام سوى اسمه .. ومن القرآن سوى رسمه ، لابد أن
تتغير
هذ العلاقة لتكون أكثر صلة وتعمقاً وارتباطاً بديننا الذى هو مصدر عزتنا
وكرامتنا لابد أن نعود لديننا .. دراسة وفهماً ووعياً .. وأن يكون تواجده
فى حياتنا أفعالاً لاأقوالاً.
وعندما ننصر الإسلام فى أرضه وفى أنفسنا سنكون جديرين بنصره فى شتى بقاع الأرض.
ـــــــــــــــــــــــــــ
نشرت بتاريخ 20/ 1 / 2008م