كتب - القاهرة - فلوريدا (عبر الهاتف)
حمادة حسين - مريم وجدى
عندما سألنا «تيرى جونز» قس الكنيسة الكاريزمية بجينزفيل بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة عن شعوره إذا ما قام أحد المسلمين بـ «حرق الإنجيل» قال: سأغضب، لكنى لا أملك أن أفعل له شيئا.
أيقنا أننا أمام حالة «شاذة» من الهوس الدينى.. «رجل دين» يسعى لاستفزاز المسلمين وتلويث علاقتهم بالمسيحيين.. القس الذى أصبح مثار اهتمام الإعلام العالمى مؤخرا بعدما دعا لإحراق القرآن الكريم فى ذكرى تفجير برجى التجارة العالمى 11 سبتمبر المقبل.. يرى أن فعلته هذه إذا دفعت المسلمين فى اتجاه دموى، فإنها بذلك ستثبت عليهم تهمة الإرهاب كما يؤمن هو نفسه، ربما إنها شهوة الشهرة!
القس يخدم كنيسة تضم 05 شخصا اختار لها رمز «حمامة السلام»، ودعواه لحرق القرآن رفضها الحكماء، والرابطة الأمريكية الوطنية للإنجيليين ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» ورابطة إنجيليين من مصر.. وجهات أخرى كثيرة.. ونحن إذ نحاوره فإنما نحاول الوقوف على حالة هوس دينى ساذجة قد تفجر غضبا أهوج.
د. جونز من أين أتتك فكرة الدعوة ليوم عالمى لحرق القرآن، وما الهدف الذى تريد تحقيقه من ذلك؟
- فى الواقع لم تكن فكرتى أنا شخصيا. بل كانت فكرة قس زميل لى، وقد كنا تظاهرنا العام الماضى فى ذكرى 11 سبتمبر. وقررنا أن ندعو ليوم عالمى لحرق القرآن هذا العام أما عن الهدف من ذلك فهو: أولا إكراما لضحايا 11 سبتمبر الذين قتلوا فى هذا اليوم وثانيا لتوجيه رسالة إلى العالم عن الإسلام المتطرف، الذى لا نرحب به فى أمريكا.. نعم.. نرحب بالمسلمين المعتدلين ولكن ليس الإسلام المتطرف.
كيف تعتقد أن حرق القرآن إكرام لضحايا 11 سبتمبر؟
- نحن نؤمن أن القرآن والشريعة الإسلامية تقع عليهما مسئولية ما حدث لهؤلاء.
وما المصادر التى اعتمدت عليها لتصل إلى تصورك هذا عن القرآن والشريعة الإسلامية؟ هل قمت بدراستها؟
- لقد عشت فى أوروبا 30 عاما تعرفت فيها على الإسلام المتطرف. شاهدت بنفسى التطورات الناتجة عن تطرفه فى أوروبا ووصلت لاستنتاجاتى بناء على هذه الخبرة، ورسالتنا ضد هذا الإسلام المتطرف وليست موجهة ضد المسلمين المعتدلين كما أننا منذ أن دعونا لليوم العالمى لحرق القرآن، تلقينا مئات التهديدات بالقتل، وهو ما يثبت ما نحاول قوله.
نفهم من ذلك أنك لم تدرس القرآن؟
- لا، لم أدرسه ولست خبيرا فى الإسلام ولا القرآن. وقناعاتى عن الإسلام مما عايشته فى أوروبا، ففى البلاد التى تحكمها الشريعة الإسلامية لا وجود لحرية التعبير ولا الاعتقاد فنجد أنه حتى الآن فى السعودية، لا تستطيع المرأة حتى قيادة سيارة.. من ثمارهم عرفتهم.
هل ترى أن هذه «المراقبة» كافية لإدانة القرآن بل ولدعوة عالمية لحرقه وهى رسالة موجهة للمعتدلين من المسلمين أيضا لأن المسلمين كافة يؤمنون بالقرآن؟
- نحن ندرك أن حرق القرآن سيتسبب فى استياء بعض الناس ، وإهانة البعض الآخر، كما كنت سأشعر بالإهانة لو حرق أحد الإنجيل أو العلم الأمريكى وما نسعى إليه هو أن نقول للعالم إن هذا العنصر المتطرف من الإسلام لا يمكن أن يوجد نوع من الحوار معه، فهؤلاء الناس متطرفون جدا ورغم ذلك يؤمنون بأنهم بما يفعلونه يطيعون الله.. نحن نرى الآن أن الحل الوحيد هو إرسال رسالة راديكالية، متطرفة لهؤلاء ولقد أعلنت بوضوح فى كل الحوارات التى قمت بها فى الولايات المتحدة أن هذه الرسالة موجهة للمتطرفين من المسلمين فقط. فالمسلمون المعتدلون نرحب بهم فى الولايات المتحدة، لهم الحق فى بناء مساجد وممارسة شعائرهم الدينية.
ولكن هل ترى أن ما عندك من معلومات عن القرآن كافٍ لإدانته بهذه الطريقة؟
- نعم، أرى أنها كافية لذلك . لأن من وجهة نظر الكنيسة القرآن لا يعترف بالمسيح كالإله الوحيد وهذا كافٍ.
ولكن القرآن ليس الوحيد الذى لا يعترف بذلك؟
- ككنيسة نؤمن أن كل ما لا ينص على أن المسيح هو الله وأن الخلاص لا يأتى إلا منه، هو من الشيطان.
المسلمون غيورون جدا على دينهم، وإقدامك وأنت رجل دين مسيحى على حرق القرآن، قد يتسبب فى قلاقل بين المسلمين والمسيحيين حول العالم، وقد يسقط إثره الكثير من الضحايا الأبرياء فما رأيك فى ذلك؟
- سيحزننى ذلك جدا بالطبع. ولكنى لن أشعر بالمسئولية تجاه هؤلاء الضحايا كما أنه سيفضح الطبيعة العنيفة للإسلام ثم إن حرق كتاب، مهما كان مقدسا، لا يستوجب قتل نفس بشرية وأى شخص يؤمن بأمر كهذا يجب عليه أن يعيد النظر فيما يؤمن.
ماذا سيكون رد فعلك إذا أقدم شيخ مسلم على حرق الإنجيل؟
- سأشعر بالإهانة، كما سأشعر بالإهانة ممن يحرق العلم الأمريكى . ولكنى لن أطالب بقتل هذا الشخص.
فى تقديرك ما الفائدة التى ستعود عليك من حرق القرآن بخلاف إحداث ضجة إعلامية ؟
- لقد أردنا أن ندعو الكنيسة الأمريكية للتصدى للكثير من المشاكل التى تهيمن على أمريكا اليوم: انعدام الاخلاق، الشذوذ، الاجهاض الذى أصبح قانونيا.. الكنيسة تختبئ من مشاكلها، وتتعامل معها بجبن، القساوسة لم يعودوا يخدمون الله كما كانوا، هم مهتمون بأماكنهم، كنائسهم وحياتهم.. فنحن ندعو الكنيسة للتصدى للعديد من الموضوعات كما أننا لانريد الشريعة الإسلامية أن تحكم فى أمريكا ونريد من الجميع أن يخضعوا للدستور الأمريكى .
ولِمَ تواجه مشاكل الكنيسة الأمريكية بحرق القرآن؟
- حرق القرآن ليس هو الأمر الوحيد الذى أقدمنا عليه للوصول إلى ذلك، فقد تظاهرنا عدة مرات فى مواجهة الكثير من هذه المشاكل.
هل أصبح الإسلام بهذه القوة حتى يكون فى عصب مشاكل الكنيسة ويحول بينها وبين اتخاذها مكانتها فى أمريكا؟
- لا على الإطلاق. ولكنه يتقدم ويتصدر الكثير من هذه المشاكل كما يجب التصدى للتبشير الذى يقوم به المسلمون في أمريكا ولا يسمح به من قبل مسيحيين فى دولهم.
ألا تعتقد أن ما تقدم عليه من فعل يستعدى المسلمين قد يعطل حركات التبشير التى تريدها فى الدول الإسلامية؟
- لا أعرف شيئا عن هذا ولكنى أرى أن رسالة التحذير التى نحاول إيصالها للناس هى رسالة ملحة وهى تفوق فى الأهمية أى خسائر ممكن أن تقع بسببها.
حتى لو كانت الخسائر فى الأرواح؟
- كما قلت فإنى أرى أن حرق القرآن والإنجيل لا يمثل دافعا شرعيا لإهراق نفس بشرية . وإن اعتقد أحد فى ذلك فعليه أن يعيد النظر فيما يؤمن به.
ألا تعتقد أن فعلك هذا سيأتى بنتيجة عكسية؟
- بالطبع، هذا قد يحدث فى كل مرة يهاجم أى أمر أو فكر يجتمع مؤيدوه للدفاع عنه ويحتشد بعض الناس حوله ولكننا نأمل أن البعض الآخر سيرى حقيقة ما ندعو له ويشاركونا فى مواجهة الإسلام المتطرف .
وهل يمكن أن تساوى بين كل المسيحيين بناء على ما فعله بعض المسيحيين المتطرفين مثل الكو كلكس كلان ومفجرى المبنى الإدارى الحكومى بكولومبيا؟
- أعتقد أن هذه وقائع فردية لا تمثل منهجا بينما الإسلام المتطرف منتشر، والدليل على ذلك كم التهديدات التى وصلتنا.
ما هى أدلتك أن الإسلام كان وراء أحداث 11 سبتمبر؟
- لقد اطلعت على أدلة، وكل الأدلة تشير إلى ذلك.
بالمبدأ الذى تتبعه يجب إذن حرق القرآن إن أجرم المسلمون والإنجيل إن أجرم المسيحيون والتوراة إذا أجرم اليهود؟
- إن كنت تعيش فى الولايات المتحدة، فلك الحق أن تفعل ذلك إن أردت، لكن نحن لاندعو إلى حرق الكتب المقدسة هذا ليس ما نروج له ولكننا قررنا حرق القرآن بسبب 11 سبتمبر وبسبب الشريعة الإسلامية.
إن كانت هذه رسالة موجهة للمتطرفين فهل هذا تهديد لهم أم حثهم على شن حرب؟
- لا.. هذا ليس تهديدا، بل تحذير من الجوانب العنيفة للإسلام، ولو حدث أن نتج العنف بالفعل من هذا التحذير فسنضطر للجوء للعنف لردع العنف الموجه لنا.
هل قامت كنيستكم بفتح أى حوار مع الطرف الآخر لمناقشة مايؤمن به ؟
- لا، لم نفعل ذلك.
إذن لم تقوموا بأى محاولات سلمية للحوار مع الإسلام؟
- لا، لم يحدث ذلك ربما بعض القساوسة الآخرين فعلوها، لكن ليس على نطاق واسع.
يرى البعض أن السبب وراء فعل كهذا هو البحث عن الصخب الإعلامى والشهرة فما ردك على هؤلاء؟
- هذا ليس صحيحا لدينا رسالة نريد توجيهها للعالم كما أننا نعرض حياتنا للخطر بهذه الدعوة، ولن نفعل ذلك رغبة فى الشهرة والضجة الإعلامية فنحن نؤمن بما نحن مقدمون عليه.
كم عدد المشاركين فى الحدث؟
- نتوقع حوالى 2000مشارك بالحدث.
أليس عددا هزيلا بالنسبة للحجم الإعلامى الذى اتخذه نداؤكم ليوم عالمى لحرق القرآن؟
- بالفعل، ولكن هذا بالرغم من تأييد عدد أكبر بكثير لنا، ولكن لن يأتى كل من يؤيدنا حيث لا يقدم الكثيرون على العمل بناء على ما يؤمنون به.
ماهى خطة الولاية والحكومة لتأمينكم فى هذا اليوم؟
- لقد تم الاتصال بنا من قبل )I.B.F(، والشرطة المحلية بالإضافة إلى وزارة العدل. وسيكون لهم وجود لتأميننا.
لقد أعلنت ميليشيات اليمين المسيحى المتطرف أنها ستقوم على حماية الكنيسة يوم الحرق، ولكنها سرعان ما تراجعت .
واصفة الفعل الذى تقدمون عليه بأنه لا يتفق مع المسيحية ولن يضيف للكنيسة فما رأيك فى ذلك؟
- أرى أنهم خافوا من العواقب ولذا تراجعوا مبررين تراجعهم بهذه الأعذار المزيفة.
ألا تخاف على حياتك؟
- فى هذه اللحظة لا.
ما الشىء الذى يجعلك تتراجع عما تنوى القيام به؟
- لا شىء.
ـــــــــــــــــــــــ
المصدر مجلة روز اليوسفالمصدر مجلة روز اليوسف
حمادة حسين - مريم وجدى
عندما سألنا «تيرى جونز» قس الكنيسة الكاريزمية بجينزفيل بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة عن شعوره إذا ما قام أحد المسلمين بـ «حرق الإنجيل» قال: سأغضب، لكنى لا أملك أن أفعل له شيئا.
أيقنا أننا أمام حالة «شاذة» من الهوس الدينى.. «رجل دين» يسعى لاستفزاز المسلمين وتلويث علاقتهم بالمسيحيين.. القس الذى أصبح مثار اهتمام الإعلام العالمى مؤخرا بعدما دعا لإحراق القرآن الكريم فى ذكرى تفجير برجى التجارة العالمى 11 سبتمبر المقبل.. يرى أن فعلته هذه إذا دفعت المسلمين فى اتجاه دموى، فإنها بذلك ستثبت عليهم تهمة الإرهاب كما يؤمن هو نفسه، ربما إنها شهوة الشهرة!
القس يخدم كنيسة تضم 05 شخصا اختار لها رمز «حمامة السلام»، ودعواه لحرق القرآن رفضها الحكماء، والرابطة الأمريكية الوطنية للإنجيليين ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» ورابطة إنجيليين من مصر.. وجهات أخرى كثيرة.. ونحن إذ نحاوره فإنما نحاول الوقوف على حالة هوس دينى ساذجة قد تفجر غضبا أهوج.
د. جونز من أين أتتك فكرة الدعوة ليوم عالمى لحرق القرآن، وما الهدف الذى تريد تحقيقه من ذلك؟
- فى الواقع لم تكن فكرتى أنا شخصيا. بل كانت فكرة قس زميل لى، وقد كنا تظاهرنا العام الماضى فى ذكرى 11 سبتمبر. وقررنا أن ندعو ليوم عالمى لحرق القرآن هذا العام أما عن الهدف من ذلك فهو: أولا إكراما لضحايا 11 سبتمبر الذين قتلوا فى هذا اليوم وثانيا لتوجيه رسالة إلى العالم عن الإسلام المتطرف، الذى لا نرحب به فى أمريكا.. نعم.. نرحب بالمسلمين المعتدلين ولكن ليس الإسلام المتطرف.
كيف تعتقد أن حرق القرآن إكرام لضحايا 11 سبتمبر؟
- نحن نؤمن أن القرآن والشريعة الإسلامية تقع عليهما مسئولية ما حدث لهؤلاء.
وما المصادر التى اعتمدت عليها لتصل إلى تصورك هذا عن القرآن والشريعة الإسلامية؟ هل قمت بدراستها؟
- لقد عشت فى أوروبا 30 عاما تعرفت فيها على الإسلام المتطرف. شاهدت بنفسى التطورات الناتجة عن تطرفه فى أوروبا ووصلت لاستنتاجاتى بناء على هذه الخبرة، ورسالتنا ضد هذا الإسلام المتطرف وليست موجهة ضد المسلمين المعتدلين كما أننا منذ أن دعونا لليوم العالمى لحرق القرآن، تلقينا مئات التهديدات بالقتل، وهو ما يثبت ما نحاول قوله.
نفهم من ذلك أنك لم تدرس القرآن؟
- لا، لم أدرسه ولست خبيرا فى الإسلام ولا القرآن. وقناعاتى عن الإسلام مما عايشته فى أوروبا، ففى البلاد التى تحكمها الشريعة الإسلامية لا وجود لحرية التعبير ولا الاعتقاد فنجد أنه حتى الآن فى السعودية، لا تستطيع المرأة حتى قيادة سيارة.. من ثمارهم عرفتهم.
هل ترى أن هذه «المراقبة» كافية لإدانة القرآن بل ولدعوة عالمية لحرقه وهى رسالة موجهة للمعتدلين من المسلمين أيضا لأن المسلمين كافة يؤمنون بالقرآن؟
- نحن ندرك أن حرق القرآن سيتسبب فى استياء بعض الناس ، وإهانة البعض الآخر، كما كنت سأشعر بالإهانة لو حرق أحد الإنجيل أو العلم الأمريكى وما نسعى إليه هو أن نقول للعالم إن هذا العنصر المتطرف من الإسلام لا يمكن أن يوجد نوع من الحوار معه، فهؤلاء الناس متطرفون جدا ورغم ذلك يؤمنون بأنهم بما يفعلونه يطيعون الله.. نحن نرى الآن أن الحل الوحيد هو إرسال رسالة راديكالية، متطرفة لهؤلاء ولقد أعلنت بوضوح فى كل الحوارات التى قمت بها فى الولايات المتحدة أن هذه الرسالة موجهة للمتطرفين من المسلمين فقط. فالمسلمون المعتدلون نرحب بهم فى الولايات المتحدة، لهم الحق فى بناء مساجد وممارسة شعائرهم الدينية.
ولكن هل ترى أن ما عندك من معلومات عن القرآن كافٍ لإدانته بهذه الطريقة؟
- نعم، أرى أنها كافية لذلك . لأن من وجهة نظر الكنيسة القرآن لا يعترف بالمسيح كالإله الوحيد وهذا كافٍ.
ولكن القرآن ليس الوحيد الذى لا يعترف بذلك؟
- ككنيسة نؤمن أن كل ما لا ينص على أن المسيح هو الله وأن الخلاص لا يأتى إلا منه، هو من الشيطان.
المسلمون غيورون جدا على دينهم، وإقدامك وأنت رجل دين مسيحى على حرق القرآن، قد يتسبب فى قلاقل بين المسلمين والمسيحيين حول العالم، وقد يسقط إثره الكثير من الضحايا الأبرياء فما رأيك فى ذلك؟
- سيحزننى ذلك جدا بالطبع. ولكنى لن أشعر بالمسئولية تجاه هؤلاء الضحايا كما أنه سيفضح الطبيعة العنيفة للإسلام ثم إن حرق كتاب، مهما كان مقدسا، لا يستوجب قتل نفس بشرية وأى شخص يؤمن بأمر كهذا يجب عليه أن يعيد النظر فيما يؤمن.
ماذا سيكون رد فعلك إذا أقدم شيخ مسلم على حرق الإنجيل؟
- سأشعر بالإهانة، كما سأشعر بالإهانة ممن يحرق العلم الأمريكى . ولكنى لن أطالب بقتل هذا الشخص.
فى تقديرك ما الفائدة التى ستعود عليك من حرق القرآن بخلاف إحداث ضجة إعلامية ؟
- لقد أردنا أن ندعو الكنيسة الأمريكية للتصدى للكثير من المشاكل التى تهيمن على أمريكا اليوم: انعدام الاخلاق، الشذوذ، الاجهاض الذى أصبح قانونيا.. الكنيسة تختبئ من مشاكلها، وتتعامل معها بجبن، القساوسة لم يعودوا يخدمون الله كما كانوا، هم مهتمون بأماكنهم، كنائسهم وحياتهم.. فنحن ندعو الكنيسة للتصدى للعديد من الموضوعات كما أننا لانريد الشريعة الإسلامية أن تحكم فى أمريكا ونريد من الجميع أن يخضعوا للدستور الأمريكى .
ولِمَ تواجه مشاكل الكنيسة الأمريكية بحرق القرآن؟
- حرق القرآن ليس هو الأمر الوحيد الذى أقدمنا عليه للوصول إلى ذلك، فقد تظاهرنا عدة مرات فى مواجهة الكثير من هذه المشاكل.
هل أصبح الإسلام بهذه القوة حتى يكون فى عصب مشاكل الكنيسة ويحول بينها وبين اتخاذها مكانتها فى أمريكا؟
- لا على الإطلاق. ولكنه يتقدم ويتصدر الكثير من هذه المشاكل كما يجب التصدى للتبشير الذى يقوم به المسلمون في أمريكا ولا يسمح به من قبل مسيحيين فى دولهم.
ألا تعتقد أن ما تقدم عليه من فعل يستعدى المسلمين قد يعطل حركات التبشير التى تريدها فى الدول الإسلامية؟
- لا أعرف شيئا عن هذا ولكنى أرى أن رسالة التحذير التى نحاول إيصالها للناس هى رسالة ملحة وهى تفوق فى الأهمية أى خسائر ممكن أن تقع بسببها.
حتى لو كانت الخسائر فى الأرواح؟
- كما قلت فإنى أرى أن حرق القرآن والإنجيل لا يمثل دافعا شرعيا لإهراق نفس بشرية . وإن اعتقد أحد فى ذلك فعليه أن يعيد النظر فيما يؤمن به.
ألا تعتقد أن فعلك هذا سيأتى بنتيجة عكسية؟
- بالطبع، هذا قد يحدث فى كل مرة يهاجم أى أمر أو فكر يجتمع مؤيدوه للدفاع عنه ويحتشد بعض الناس حوله ولكننا نأمل أن البعض الآخر سيرى حقيقة ما ندعو له ويشاركونا فى مواجهة الإسلام المتطرف .
وهل يمكن أن تساوى بين كل المسيحيين بناء على ما فعله بعض المسيحيين المتطرفين مثل الكو كلكس كلان ومفجرى المبنى الإدارى الحكومى بكولومبيا؟
- أعتقد أن هذه وقائع فردية لا تمثل منهجا بينما الإسلام المتطرف منتشر، والدليل على ذلك كم التهديدات التى وصلتنا.
ما هى أدلتك أن الإسلام كان وراء أحداث 11 سبتمبر؟
- لقد اطلعت على أدلة، وكل الأدلة تشير إلى ذلك.
بالمبدأ الذى تتبعه يجب إذن حرق القرآن إن أجرم المسلمون والإنجيل إن أجرم المسيحيون والتوراة إذا أجرم اليهود؟
- إن كنت تعيش فى الولايات المتحدة، فلك الحق أن تفعل ذلك إن أردت، لكن نحن لاندعو إلى حرق الكتب المقدسة هذا ليس ما نروج له ولكننا قررنا حرق القرآن بسبب 11 سبتمبر وبسبب الشريعة الإسلامية.
إن كانت هذه رسالة موجهة للمتطرفين فهل هذا تهديد لهم أم حثهم على شن حرب؟
- لا.. هذا ليس تهديدا، بل تحذير من الجوانب العنيفة للإسلام، ولو حدث أن نتج العنف بالفعل من هذا التحذير فسنضطر للجوء للعنف لردع العنف الموجه لنا.
هل قامت كنيستكم بفتح أى حوار مع الطرف الآخر لمناقشة مايؤمن به ؟
- لا، لم نفعل ذلك.
إذن لم تقوموا بأى محاولات سلمية للحوار مع الإسلام؟
- لا، لم يحدث ذلك ربما بعض القساوسة الآخرين فعلوها، لكن ليس على نطاق واسع.
يرى البعض أن السبب وراء فعل كهذا هو البحث عن الصخب الإعلامى والشهرة فما ردك على هؤلاء؟
- هذا ليس صحيحا لدينا رسالة نريد توجيهها للعالم كما أننا نعرض حياتنا للخطر بهذه الدعوة، ولن نفعل ذلك رغبة فى الشهرة والضجة الإعلامية فنحن نؤمن بما نحن مقدمون عليه.
كم عدد المشاركين فى الحدث؟
- نتوقع حوالى 2000مشارك بالحدث.
أليس عددا هزيلا بالنسبة للحجم الإعلامى الذى اتخذه نداؤكم ليوم عالمى لحرق القرآن؟
- بالفعل، ولكن هذا بالرغم من تأييد عدد أكبر بكثير لنا، ولكن لن يأتى كل من يؤيدنا حيث لا يقدم الكثيرون على العمل بناء على ما يؤمنون به.
ماهى خطة الولاية والحكومة لتأمينكم فى هذا اليوم؟
- لقد تم الاتصال بنا من قبل )I.B.F(، والشرطة المحلية بالإضافة إلى وزارة العدل. وسيكون لهم وجود لتأميننا.
لقد أعلنت ميليشيات اليمين المسيحى المتطرف أنها ستقوم على حماية الكنيسة يوم الحرق، ولكنها سرعان ما تراجعت .
واصفة الفعل الذى تقدمون عليه بأنه لا يتفق مع المسيحية ولن يضيف للكنيسة فما رأيك فى ذلك؟
- أرى أنهم خافوا من العواقب ولذا تراجعوا مبررين تراجعهم بهذه الأعذار المزيفة.
ألا تخاف على حياتك؟
- فى هذه اللحظة لا.
ما الشىء الذى يجعلك تتراجع عما تنوى القيام به؟
- لا شىء.
ـــــــــــــــــــــــ
المصدر مجلة روز اليوسفالمصدر مجلة روز اليوسف