يقول عبد الرحمن الكواكبى ، فى كتابه (طبائع الاستبداد) عن الحكومات
الديمقراطية أنها تشعر كل شخص فى الدولة بالعزة التى يحميها العدل ، وبأن
له نصيباً فى حكم بلاده .. وصوته مسموعاً فيما يجب أن يعمل وما يجب أن يترك
.. وأن حكومته ليست قائمة إلا برأيه وبرأى أمثاله ، وأن شعروا يوماً
بجورها أسقطوها .. سلطة الرأى العام فيها فوق سلطة الحكومة والبرلمان وكل
سلطان .
أما عن الحكومة الاستبدادية فيقول : أنها تيسر طرق الغنى
بالسرقة والتعدى على الحقوق العامة ويكفى احدهم أن يتصل بباب احد المستبدين
ويتقرب من أعتابه ويتوسل إلى ذلك بالتملق وشهادة الزور وخدمة الشهوات
ليسهل له الحصول على الثروة الطائلة من دم الشعب.
وعن الاستبداد أيضاً
يقول: إنه يفقد الناس الثقة بعضهم ببعض ويحل الخوف محل الثقةويفقد الإنسان
عاطفة الحب فهو لايحب قومه لأنهم عون الاستبداد عليه ولايحب وطنه لأنه يشقى
فيه .. وهو ضعيف الحب لأسرته لأنه ليس سعيداً فيها .. ويعيش خاملاً ضائع
القصد حائراً .
أما فى الحكومة العادلة ، فيعيش الإنسان حراً نشيطاً
يسره النجاح ولاتحبطه الخيبة لأن الحكومات الحرة تحافظ على التساوى بين
الأفراد ولا تميز بعض الأفراد إلا بخدمة عامة للأمة أو عمل عظيم يوفق إليه ،
كما أنها تهتم بتربية الشعب وتعليمه .
ويروى لنا الكواكبى أن حاكماً شرقياً .. كان له مرب سويسرى فقال له يوماً بعد أن تولى الحكم : ليتك تعنى بيتربية الشعب وتعليمه .
فقال الحاكم : إنى إن علمته صعب على حكمه !!!!!!!!!!