لقد
أصبحت عجلة التطور تدور بسرعة مذهلة وفى كل يوم يقدم العقل البشرى الجديد
والمذهل من المخترعات التى من المفترض أنها تثرى حياة الإنسان وتلبى
رغباته واحتياجاته و تقدم له الأفضل والذى يساعده على العيش فى حياة أفضل
وأكرم حياة تليق بهذا المخلوق الذى كرمه الله تعالى بأن منحه سر الوجود
والخلودالعقل هذه الهبة الإلهية التى رفعت من قدر الإنسان ليعلو
فوق باقى المخلوقات .والمحطات الفضائية هى أبرز صور هذه الثورة الهائلة بل
أخطرها على الإطلاق..وأصبحت أداة خطيرة تعددت أستخداماتها ..فمنها
ما يركز على مخاطبة العقل والأكثر يخاطب الغريزة ..ولكن ما الوضع عندنا
؟؟هل محطاتنا الفضائية تخاطب العقل .. أم .. تخاطب الغريزة؟وهو
سؤال سهل الإجابة .. فأنا أكاد أسمع الإجابة تنطلق من أفواهكم (نعم) ..
إنها تخاطب الغريزة .. وتعمل على تغييب العقل ..هذه هى الحقيقة المرة
..لقد دانت هذه المحطات الفضائية للأيادى العابثة فراحت تعبث بعاداتنا
وتقاليدنا ..وتقدم لنا كل ماهو غث وبذئ فطغت عليها البرامج التافهة
الساذجة ..وسيطرت عليها الأفكار المريضة .. وأصبح الراقصون والراقصات
والمغنيون والمغنيات هم أصحاب الصوت العالى..فالحكمة تخرج من بين أفواههم
.. وحياتهم هى القدوة ..السياسة هم الأعلم بها .. فتأخذ آراءهم فى أدق
شئونها ..وتوارى العلم والعلماء
.. وخلت الساحة من المفكرين والأدباء ..أى عبث هذا ؟ لو حاول أشد الأعداء
كرهاً لنا أن يفعلوا بنا ما يفعله هؤلاء ..ما أتقنوا اللعبة كما أتقنوها هم، إن هذه الفضائيات أصبحت خطراً يهدد كيان هذه الأمة ..وهذا ليس تجنياً بل هى الحقيقة المؤلمة وللأسف أننا ننساق وراءها مغمضى العيون حيث تأخذ بأيدينا إلى التهلكة ..فمتى نفيق
ونتخلص من خيوطها العنكبوتية ؟ الحل فى يدى ويديك فعندما تجدنا هذه
الفضائيات ننفض من حولها هاربين من شباكها ..تاركين لها الساحة خالية
مقاطعين لها ..وهى التى تستمد وجودها من وجودنا حولها ..قد تفيق وتعود إلى
رشدها .. أو تنهار وتزول ..وفى المقابل يجب أن نلتف حاول الجادين
المحافظين على ديننا وهويتنا .. من يحترمون فينا عقولنا .. حتى يعلو صوت العقل على صوت الغريزة.