قلم: معتز بالله عبد الفتاح
إلى كل مصرى: لا تدع الأفكار السلبية تحاصرك أو تنال من عزيمتك، فالمرء حين يترك نفسه بلا بصيرة ينطلق تفكيره فى خط لا نهاية له، وما أسرع الهواجس والأوهام التى تخترق هذا التفكير المرسل ثم تحوله إلى هواجس محيرة ومخاوف مربكة.
إلى كل مصرى: انزل إلى ساحة العمل بروح الواثق أن الغد فى ضمير الغيب يستوى السادة والصعاليك فى ترقبه، ولم يبق إلا اليوم الذى يعيش العقلاء فى حدوده. وفى نطاق اليوم يتحول إلى ملك من يملك نفسه ويبصر قصده.
إلى كل مصرى: كن الخير الذى تدعو الآخرين له، بادر بكلمة المحبة والصداقة والعمل والتشجيع للآخرين. كن طاقة نور لمن لا نور لهم. أشعل فى المحيطين بك حب الحياة وحب العمل وحب الحرية والكرامة.
إلى كل مصرى: لقد حكمنا هؤلاء الظالمون لسنوات، ومع ذلك لم نزل نعيش، نضحك ونمرح، نسخر من مشاكلنا، وكأنها مشاكل غيرنا. أما وقد اختفوا عنا وعادت ملكيتنا لوطننا، فقطعا لن يحدث لنا أسوأ مما كنا فيه. استمتع باللحظة وقل فى كبرياء وبلا تكبر: أنا مصرى، سأحيا عبدا لله، وسأسعى كى أكون سيدا للكون.
إلى كل مصرى: قل ما قال شوبنهاور، هبنى اللهم الشجاعة والقوة لأغير ما تقوى على تغييره يد، وهبنى اللهم الصبر والقدرة لأرضى بما ليس منه بد، وهبنى اللهم السداد والحكمة لأفرق بين هذا وذاك.
إلى كل مصرى: فلنفرح باعتدال ولنحزن بتعقل، فللفرحة الطاغية نشوة تذهب بالعقل. وللحزن الجاثم وطأة تسحق الإرادة. وكلاهما طيش لا يليق بالعقلاء. العقل يقتضى التوازن والتدرج وأن نعرف دروب الباطل وأن نواجهها بدروب من الإنكار، وبعض الإنكار يقتضى الحلم والصبر حين يكون الحلم والصبر أنفع للوطن.
إلى كل مصرى: يسر ولا تعسر، بشر ولا تنفر، ابحث فى طريقك إلى عملك أو دراستك عن أى شخص لا تعرفه وقدم له معروفا لا ترجو له مقابلا دنيويا.
إلى كل مصرى: لو كنت مسلما، اتصل بصديقك المسيحى وقل له: «هذا وطنك ووطنى عشنا معا، وحاربنا معا، وظُلمنا معا، وسنعيش معا، وسنبنى معا، وسنبهر العالم معا، فأرض الله لجميع خلقه، وهو سيحكم بيننا يوم القيامة فيما كنا فيه مختلفين. هكذا أراد الكون ربُ الكون». ونفس الكلام يوجهه المسيحى للمسلم.
إلى كل مصرى: انزل من بيتك إلى عملك أو دراستك، متوكلا على ربك، سائلا إياه التوفيق، طالبا منه السداد، مبتسما فى وجه كل من يقابلك، عارضا مساعدتك على كل من تظنه بحاجة لها، رافضا عبارات اليأس، فخورا باستردادك لوطنك، عازما على أن تترك مصر من بعدك أفضل مما وجدتها. سائلا الله أن يلهمنا جميعا رشدنا.
هذه كلمات عنّت لى إحساسا منى أن وطأة اللحظة قد تكون أفقدت البعض روح المرح والأمل والعمل. فظننت أنها قد تفيد شخصا ما فى مكان ما على أرض مصر العامرة. دمتم ودامت مصر دائما بخير.